الاثنين، 2 مايو 2011

ذكريات من زمن المعجزات

عارف لما تقرأ موضوع يأثر فيك اوى لدرجة انك تعيط

ياااااه .... للدرجة يا جماعة الكلمة قوية .... للدرجة دى ممكن كلمة تهز كيان انسان وتغيره .....

قد ايه كلمة غيرت انسان , وقد ايه كلمة غيرت , وقد ايه كلمت غيرت أمة

عارف لما تيجى تتجوز وبكل بساطة تقول "وانا قبلت"

بصراحة من دوشة الفرح وزيطة المعازيم والناس كلها باصة عليك وخايف لتغلط وتلاتة ولا اربعة جنب منك , كل واحد فيهم مركز اوى ومستنى اللحظة اللى هيخطف فيها المنديل منك

بصراحة كل التفاصيل دى مش بتديك فرصة انك تفكر فى الكلمة اللى هتقولها ولا أثرها ايه , ولا بتديك فرصة تحس قد ايه انت على اعتاب مرحلة مصيرية فى حياتك

كلمة "وانا قبلت" ممكن تخليك اسعد واحد فى الكون طول عمرك , وممكن برضه تحكم عليك بالتعاسة الازلية

واهى كلمة

فاكر لما عبدالناصر كان بيخطب فى الاسكندرية وفجأة قال
"تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية"

فاكرين الجملة دى

طبعا فاكرينها بس مش فاكرين لما قالها لاننا أساسا ما كناش اتولدنا وقتها

انا عن نفسى اتولدت بعد ما قالها بـ 27 سنة , بس طبعا فاكر اوى لما قالها "احمد زكى" فى "ناصر 56"

اهى دى جملة غيرت شعب

طيب ارجعوا بالذاكرة كده لورا شوية , لا شويتين تلاتة بصراحة

ارجعوا بالذاكرة كده لحد يجى 1400 سنة

تقريبا سنة 610 م , لما نزل الوحى على الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى الغار وقال له "إقرأ"

فاكرين الكلمة دى

اهى الكلمة دى غيرت مسار أمة

يااااااااه قد كده الكلمة قوية يا جماعة , فعلا الكلمة اقوى سلاح عرفه العالم

اقوى من الفانتوم والـ اف 16 والاسلحة دى

دا حتى ان الكلمة اقوى من "القنبلة النووية"

ولا اقولكم بلاش حكاية القنبلة النووية لحسن "امريكا" لو عرفت الحكاية دى ممكن تمنعنا من الكلام أصلا


ولكن مش الكلام , فى كلام كتيييييير مالوش لازمة , فى كلام فاضى ولا يحمل اى قيمة الا "الهبل" و "التفاهة"

يعنى عندك مثلا "العو عو عو" دى ماتقوليش عليها فانتوم ولا ار بى جى

دا يمكن حتى ما حصلتش "النبلة الظلط" اللى كانوا بيلعبوا بيها العيال زمان

نرجع بقى لموضوعنا الاساسى بعد الكلام الكتير - اوى - ده


واللى خلانى أقول دا كله مقال قريته أثر فيا جدا

لانه عيشنى فى عالم لطالما حلمت بيه واتمنيته

كنت فاكر ان العالم دا خيالى شوية ولما احلم انى اعيشه فى المستقبل يبقى بأطلب حاجة مستحيلة شوية

لكن اكتشفت ان العالم دا عاش فيه ابويا وجدى وحسوا بيه

المقال بيحكى عن مصر فى فترة سابقة , مصر من كام سنة فاتوا
قد ايه الحياة كانت بسيطة بس حلوة

ايوه ماكنش فى موبايلات ولا مسجات ولا عروض تخليك تفضل تتكلم طول الليل
بس كان فى "حب"

ايوه ماكانش فى وسائل رفاهية ولا بلاى ستاشن ولا كمبيوتر ولا نت ولا فيس بوك
بس كان فى "سعادة"

ايوه ماكانش فى فلوس كتير ولا رواتب عالية
بس كان فى "رضا"

انا مش عايز احكى كتير علشان ما اضيعش عليكم الاحساس اللى انا حسيته


******************************
علشان كده اسيبكم مع المقال اللى نشر فى جريدة الشباب - بتاريخ 26 مايو 2010
******************************

أرجو السماح بتعريف نفسي....أنا أخ مواطن من الأخوة المواطنين الذين كان الزعيم يوجه إليهم خطابه ويعنيهم

في صدر شبابي ألقيت ورائي مصلحتي الذاتية وغيرت مسار حياتي فجأة॥حين تناهى إلى سمعي بيان من مدير الكلية الحربية يوم 12يونيو67 عقب النكسة..طلب فيه التحاق دفعه استثنائية من بين طلاب الجامعات والمعاهد العليا، ثم أثار حنقي صوت أورشليم..القدس إذ بث دعايةً كاذبة سخرَ فيها من إحجام الشباب المصري عن الالتحاق بالحربية..فاندفعت بحماس تاركاً خلفي ثلاثة أعواماً دراسية في الهندسة لأتقدم للحربية لأول مرة منذ حصولي على الثانوية عام 1964।


طاردني لوم البعض وتساؤلهم عن الدافع وراء الاندفاع غير المحسوب..وربما يطوف بذهنك التساؤل ذاته..فأجيبك بما بدأت بأني كنت من المعنيين وكنت شريكاً متضامناً في حاضر الوطن ومستقبله آنئذ..وأزيدك توضيحا َبأن مزيجاَ متماسكاً ومترابطاً من عبقرية القيادة ودقة الظرف التاريخي وحُقبةٍ من إحساسٍ بالعزة والاستقلال والدور،هذا المزيج أو الخلطة أشعلت طاقة الحماس للاندفاع..و إلا ما تفسيرك لاندفاع آلافا آخرين لنيلِ شرف الالتحاق بالدفعة الاستثنائية.

لكنى أطمع في توضيح إجابتي من خلال صياغتك الأدبية السلسة لحديثي إليك حديث الذكريات ليصل إلى شبابٍ عبثوا بذاكرته واهتماماته وغيبوا وعيه عمداً ليسهُل افتراسه.

- أبدأ من عام 1952 كنت في الصف الأول بمدرسة القرية الابتدائية متواضعة المبنى والمعنى اكتظت فصولها المتهالكة بنحو ثلاثمائة تلميذ نصفهم حفاةً وثلاثة أرباعهم يتبولون دماء البلهارسيا وعلى مُحياهم صُفرة الأنيميا تلك حال تلاميذ ومدرسة العهد الملكي والتي ألزمت محاضر الشرطة أهالي التلاميذ الفقراء بإرسالهم إلى المدرسة الإلزامية.

- عام1954 تغير المشهد إذ وزعت حكومة الثورة زياً (لونه بيج) اسمه المريلة على الصفوف الأربعة الأولى فنال كل طفل مريلتين وجوربين وحذاء بينما تلاميذ الصفين الخامس والسادس حصل كل منهم على قميصين لونهما كاكى وبنطالين قصيرين رماديا اللون مجاناً، كما بدأ توزيع تغذيه مدرسيه يومياً شملت حلاوة طحينية- بلح-الفول السوداني- الفول المدمس – جُبن مطبوخ – جُبن أصفر إضافةً إلى توزيع حصة شهريه من الدقيق الأبيض- الجُبن الأصفر- المسلى الأصفر- اللبن الجاف وبكميات وفيرة جعلت أهالي التلاميذ يخِفون إلى المدرسة ليحملوا عن أطفالهم التموين.

ـ عام1955 انتهى إنشاء منطقة مباني رائعة اسمها الوحدات المجمعة احتوت مدرسةً ابتدائية سعتها نحو ستمائة تلميذ انتقلنا إلى بعضٍ من حجراتها الواسعة ذات المقاعد الحديثة وجدرانها الجانبية الزجاجية وسقفها نصف الاسطواني البارز كمظله فوق جانبيها.. وكل فصلين في بناءٍ وبين الأبنية مساحات خضراء والطرقات كلها بلاطات خرسانية يظلها سقف خشبي تمتد فوقه نباتات متسلقه، وبالمدرسة ملاعب وقاعات للرسم والأشغال الفنية والموسيقى ،وبها معامل للعلوم وأيضاً مكتبه مدرسيه، كما ضمت مستشفى صغير لخدمة القرى المجاورة ..ومن واجباته الرعاية الصحية الدورية لتلاميذ المدرسة،أما الوحدة الاجتماعية فإضافةً إلى مهامها نحو القرية كان بها قاعة مسرح وعرض سينمائي، أما الوحدة الزراعية فلها مزرعتها التجريبية وثوران هولنديان لتحسين سُلالة الأبقار المحلية،لاحقاً اكتشفت أن ألفاً من الوحدات المجمعة أنشأتها الثورة في سائر أنحاء مصر وكان مشروعاً طموحاً للقرية بمعايير ذلك العصر.
-1957 كنت في الصف الأول بإحدى مدارس المدينة الإعدادية وأتذكر أن جنيهات الرسوم السبعة كانت عبئاً على نصف التلاميذ وأحرجهم كثيراً استدعاء الأخصائي الاجتماعي أمام أقرانهم لعمل بحث اجتماعي لإعفائهم من الرسوم.. إلى أن رفعت عنهم مجانية التعليم الحرج.

-1961 صرت بالأولى الثانوية تظلني مجانية التعليم نال كل طالب طاقمين من زى الفتوه الرمادي – حذاء بياده وجوربين – غطائي رأس- قايش،ومارسنا أنشطة ومنافسات رياضيه في دوري للمدارس في كرة السلة- القدم- الطائرة- تنس الطاولة فى المرحلتين الإعدادية والثانوية وزاد عليها في الثانوي تدريبات عسكريه كالرماية وضرب النار ورحلات إجبارية للجميع ومعسكرات شبابية للبعض ،ولم نعرف مدرسة الفترتين التي بدأت على استحياء بعد النكسة وشاعت في السبعينات.

وأستأذن في سرد بعض من الوقائع التي عايشتها وساهمت في تشكيل وجداني الوطني.

الواقعة الأولى في عام1964:التحقت بكلية الهندسة جامعة أسيوط التي أنشأتها الثورة على مئات الأفدنة كلوحه فنيه معمارية..كليات مبانيها ومعاملها وورشها متناسقة.. مساحات خضراء..طرقات على جانبيها أشجار زينه..فيلات لسكنى الأساتذة..إستاد لكرة القدم..مضمارات لشتى رياضات الكره..جمنزيوم..مسرح،وعلى المنشآت الرياضية أطلت أربعُ من المباني الضخمة أقيمت على هيئة الحرف اللاتيني L المقلوب تلك كانت المدينة الجامعية، على جانبي درجات مداخلها العِشرين الطويلة من الرخام الأبيض أحواض الزهور..والممرات بين المباني بلاطات خرسانية على أجنابها أشجار زينه هندسية الشكل، في أحد تلك المباني كان يقيم معي زميل من الهندسة اسمه إن لم تخني ذاكرتي المزدحمة كان شريف على بليغ صبري..كان متبرماً من الإقامة في أسيوط وجوها الحار..يهاتف أبيه في القاهرة شاكياً..إلى أن نقله إلى القاهرة ولكن إلى كلية التجارة ذلك إن مجموعه لم يؤهله إلى الهندسة في القاهرة!! كان ذلك منطقيا...لكن غير المنطقي إجابة السؤال التالي: أتدرى من كان أبوه؟...كان على صبري رئيس وزراء مصر حينها، تأمل تلك الواقعة ابتداء من امتحان الثانوية العامة..إلى مكتب التنسيق ثم نقله إلى التجارة!!!! وليس هندسة القاهرة!!..لهذا أندفع الآلاف يتسابقون للالتحاق بالحربية لخوض الحرب الحتمية القادمة لإزالة آثار العدوان.

- الواقعة الثانية: د. سليمان حُزّين مُدير جامعة أسيوط (رئيسها) ذلك النوبي الأسمر الهُمام أعطى الجامعة كل فكره وجُهده وزوجته السيدة الشقراء الرشيقة دائبة النشاط وسريعة الحركة (عزيزة شعراني) لقّبَها الطلاب بأم الجامعة تتفقّد نظافة المدينة الجامعية وحُجراتها أو مطاعم المدينة لتتأكد من تقديم وجبات الطعام المقررة للطلاب كما يجب ..أيضاً رعايتها للأنشطة الفنية والثقافية والأمسيات الشعرية..هذا الثنائي.. وهبا حياتهما للجامعة و وهبهما الله أبنا يُدعى أحمد كان طالباً في الهندسة.. ورغم اجتهاده بشهادة زملائه ..إلا أن أبيه حرص أن لا تكون هُناك شُبهه في حصول ابنه على تقدير درجات أكثر من مما يستحق... لم يحصُل أحمد في ظل رئاسة أبيه للجامعة على تقدير أكثر من ’جيد‘ ولم يُعيّن معيداً بجامعةٍ كان أباهُ الأب الروحي لها!!

- الواقعة الثالثة: إذ كان عُمال النظافة يغسلون حُجرات المدينة وطُرقاتِها..يُغيّرون ملاءات أسِّرة الطلبة ويغسلون دورات المياه بالمنظفات والأحماض ..يتفانون في عملهم قانعون بأجورهم في ظل أسعار الطعام الزهيدة والثابتة كان هذا حال المسكن، أما المأكل فالإفطار احتوى على العدس أبو جُبه - ثلاث بيضات - جُبن أبيض أو مطبوخ أو مربى - كوب لبن أو شاي، بينما كانت اللحوم هي العنصر الأساسي في وجبة الغذاء في خمسِ أيام من الأسبوع ودجاج في يوم، وأسماك في اليوم السابع إضافةً إلى الخُضار المطهو، الأرز، السلطة الخضراء والتي كانت بيضاء في يوم السمك ، ثمرة برتقال أو ثمرتي موز وكانت وجبة الغذاء متاحة أيضاً لطلاب الجامعة المقيمين خارج المدينة الجامعية مقابل قرشين عدا يوم الجمعة، أما العشاء فكان ثلاثاً من أرغفة الفينو يبلغ طول الواحد قدماً وعرضه نحو10 سنتيمترات هذا عن (ساندوتشات) وطازجها ثلاث اختيارات من بين الجُبن الأبيض أو المطبوخ – المربات – الحلاوة - البيض أو الدجاج البلدي. ونصل إلى الغاية من الاستطراد السابق المُضجر، فمقابل المسكن والتريض في ملاعب الجامعة التي تُطل عليها المدينة دون رقيبٍ أو حسيب إضافةً إلى المأكل كنا ندفع مبلغ ستة جنيهات ونصف...وجرى الحال هكذا دون تبرمٍ منا..إلى إن جاء يوماً دعا فيه داعٍ إلى الإضراب عن الطعام بعد إن ورد الينا النبأ اليقين بإضراب مدن الجامعات الأخرى فحقّ علينا المؤازرة...كان إضرابنا ظاهرياً وسرعان ما جارت بطوننا بالشكوى من إصابتها بالتخمة من فول مطاعم أسيوط وفلافلها، وفى الليلة الثانية من إضرابنا الزائف إذ بمدير الجامعة الجديد الذي حل محل د.حُزين بعد رحيله وزيراً للثقافة وكان يُدعى د.محمود وقد اقتحم علينا المبنى وخلفه الأستاذ/أبو عيش مدير المدينة ومعهما رهطُ من الأساتذة والمعيدين وبصحبتهم عُمالاً حملوا طاولاتَ خشبية عليها أطباق الأرز باللبن وتطور المشهد بأن توزع الرهط على حُجرات المُضربين الجوعى بأن جلسوا إلى جوارهم بيد كلٍ طبقاً من الأرز يلحون في رجاء لإقناع الطلاب بتناول الأرز باللبن إنقاذاً لحياتهم !!

بربك..ماذا لو حدث ذلك في عصور الزيف والنفاق!! دعني أتطوع بالإجابة...وأظنك توافقني عليها وهى...دوّر على اللي يسأل فيهم...وإن طال الأمر أو تطور...فصلى على اللي يشفع فيهم من هول هروات الأمن المركزي.

على أية حال انتهى الإضراب!! بتلبية مطالب الطلاب فوراً وسددنا بعد أيام رسوم المدينة الجامعية خمسة جنيهات فقط!

لهذا اندفعنا آلافــاً نتسابق لنيل شرف فداء الوطن الذي شعرنا حينها أننا شركاء متضامنين وأصحاب مصلحةٍ حقيقية فيه..لقد كانت ذاكرة جيلي تنبض وطنيةً ولم تُخرب بعد بسُحب التضليل الصهيوني أو النفط الأسـود..

- الواقعة الرابعة:- ربما تختلف عن الوقائع الثلاث السابقة في أنها لم تكن من دوافع التحاقي بالحربية إذ انضممت إليها منذ ثلاثة أشهر: لكنها تؤكد صدق الدوافع...إذ انضمت إلينا في أكتوبر 67 دفعة جديدة من الحاصلين على الثانوية العامة عام 67، وإذا بهمس ٍ يسرى إلى آذاننا بأن شقيق الرئيس واحد من طلبة الدفعة الجديدة رقم 55 ، كانت الأوامر المستديمة تقضى بعدم السير بالخطوة المعتادة في أرجاء الكلية وان على الطلاب الركض مصطفين أو فرادى ذلك أن الفاصل بين المحاضرة والأخرى أو محاضرة وتدريب أو تدريب وآخر قد انكمش إلى ثلاث دقائق لا تكفى للتنقل من مكان إلى آخر في كلية مترامية الأطراف، وإذا الهمس وقد حرك فضول الشباب فينا لاختلاس نظرة لشقيق الرئيس فإن ندرة الوقت لم تقف حائلا دون تحقيق الرغبة الملحة إذ إقتطعنا من وقت الغذاء فوجدناه جالسا على سريره بينما زملاءه يتكدرون تحت إمرة طالبٍ من القسم النهائي...ركضنا عائدين وعلى شفاهنا امتعاضا من قبيل...طبعا ما هو أخو الرئيس ..قاعد باشا وزمايله بيتكدروا..إلخ

لم يمضِ أكثر من يومين وأثناء اصطفافنا في طابور قبل توجهنا للعشاء إذ بأحد ضباط أركان حرب الكلية ( أحد الضباط المسئولين عن الضبط والربط ) ويُدعى النقيب الكومى وقد وقف على قاعدة العلم التي تتوسط ميدان الكلية وترتفع نحو مترين لها درجات تؤدى إليها وهى شبه دائرة يتوسطها نصب يعلوه ساري العلم يرتكز على أرضيتها حامل معدني لميكروفون الأوامر، قال السيد النقيب :- ورد إلى السيد اللواء /مدير الكلية توجيه من السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى ..رأى السيد اللواء تعميمه ثم رفع درجة صوته قائلا:- نص التوجيه.. السيد اللواء/ مدير الكلية الحربية تحيّةً طيّبةً وبعد
نمى إلى علمنا أن طالبا يُدعى/ طارق عبد الناصر حسين انضم مؤخراً إلى طلبة الكلية الحربية وأود التأكيد على إنه انضم بصفته مواطناً مصرياً وليس بصفته شقيقاً لرئيس الجمهورية وآمل أن لا يتميز عن سائر زملائه بأي حال ٍ من الأحوال..إذ له ما لهم وعليه ما عليهم والجميع سواء ..أبناء للوطن وشركاء في حاضره ومستقبله. وفقكم الله.
جمال عبد الناصر... رئيس الجمهورية ..

ثم أردف النقيب ثلاث كلمات تقليدية تلي إلقاء الأوامر وهى (الله ..الوطن...بالأمر) ثم أدى التحية العسكرية هذه الكلمات كنا نسمعها يوميا لكنها هذه المرة أنهت تميز طارق أو التغاضي عنه من قبل طلبة النهائي، ومما أتذكره ويذكره معي الأحياء من ثلاثة آلاف كانوا طلاباً في الحربية حينها أن طارقاً مُنح تصريحاً بالخروج لساعات لتشييع جنازة والده ووالد الرئيس عام 1968، لكنه عاد متأخراً نصف ساعة ..وفى صباح اليوم التالي أثناء اصطفافنا في الطابور استعدادا لليوم التدريبي ..حبس أكثر من ثلاثة آلاف أنفاسهم وهم يشاهدون شقيق الرئيس يسير بين حرس من طالبين يحملان السلاح وبمحاذاتهم مساعد الكلية (أول طلبة القسم النهائي) الذي أمرهم بالتوقف ثم بالدوران تجاه قاعدة العلم وأدى التحية العسكرية لقائد لواء الطلبة العميد/ عبد المنعم عبد التواب بينما كان اللواء/ زكى عبد اللطيف مدير الكلية يقف في شرفة الدور العلوي في مبنى الإدارة المطلة على ارض الطابور..تلا العميد جناية الشقيق العسكرية وهى ..تأخره عن حد تصريح الخروج الممنوح له نصف ساعة.. ثم تلا الجزاء الذي يسميه الطلبة (التكوينية) وكان يعنى حبس الطالب في سجن الكلية عدة أيام وحجزه بمعسكر الكلية ثلاثة أسابيع وتأديته أثناء مدة العقوبة لطوابير تكديرية صباحا ومساء وهو جزاء يتجاوز في قسوته العقاب البدنى والمعنوي إلى فقدان الطالب المُعاقب لدرجات من المادة الأساسية الأخلاق العسكرية يجعله يقف على مسافة درجة واحده من حد الرسوب...بدا غريباً عقاب شقيق الرئيس بذاك العقاب القاسي وزاده غرابةً توقيته في صبيحة اليوم التالي لوفاة والدهما!!، لكن تلاوة العميد للجزاء ووقوف اللواء في الشرفة لم يكن من قبيل الصدفة إذ لابد أن الرئيس وافق على عقاب شقيقه وإنه أراد توصيل رسالة إلى ثـلاثة آلاف من ضباط الغد القريب جداً مفادها أن الجميع متساوين في وطنهم!!، تخرج طارق في حياة شقيقه وجاء ترتيبه متأخراً بين زملاء دفعته أي بأقدمية متأخرة والأقدمية لها أهميتها إذ يسبق أوائل الطلبة (الأقدم) زملائهم في مؤخرة الدفعة في الترقي للرتبة الأعلى ربما بعامٍ أو يزيد، لكنه الزعيم وليس الرئيس..ربما هذه الشخصية تُفسِّر تزعمه لآخرين أقدم منه عسكرياً من ضباط الثورة!! وهو من أهم الزعماء الظاهرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية أمثال تشرشل - ديجول- ستالين- أيزنهاور- نهرو- تيتو وربما يفوقهم في مقدرته على التواصل مع الجماهير والتأثير فيها، وأعجبُ من برامج إعلاميه إما مدفوعة عمداً أو تفتقر للمهنية وعمقها أن تلهث وراء شهادات فرديه ومحدودة الحيز وعادة ما يستشهد الشاهد بسكنى القبور، بينما بين أيدينا دليل وبرهان موثَّق وهى صورة الرجل تعلو مُحياه ابتسامة وضاءه ملوحاً بيده لمئات الآلاف مخاطباً إياهم ... أيها الأخوة المواطنون....، ثم صورة الملايين تبكيه في مشهد لم يسبق أن حدث ..ولن يتكرر!!

وأخيراً...ياأخى المواطن... لقد ابتلاني الله بنقمة الذاكرة ...وأختم حديث الذكريات ... بقول الله تعالى (فَذكِّرْ إن نفعَتْ الذِكرى..سيَذِكَرُ مَنْ يَخْشَى ) صدق الله العظيم...........مع خالص شُكرى وامتناني.

*********************
مقال : عبد الحميد عثمان أحمد سعيد - رائد متقاعد
*********************

انتهى المقال ولكن من نهاية المقال تبدأ اول احلامنا

فبعد ما قرأناه لن نرضى لبلدنا ان تعيش فى مستقبل أقل من هذا الذى عاشت فيه


"بالله عليكم ماتنسوش فى لحظة ان بلدنا فى يوم كانت حلوة اوى كده"


الخميس، 1 أبريل 2010

ركلة البداية

هوه يعنى ايه تدوين؟
يعنى شوية شخبطه على الورق اللى جنبك
بتكتب فيهم اللى داير فى بالك
موضوع حصل لك
فكرة عايز تناقشها
رأى فى حد مش عاجبك
فضفضة لنفسك بس بصوت عالى

بس مشكلة الشخبطة دى ان الورق اللى هتشخبط عليه
هيفضل قدامك وقدام كل الناس طول الوقت وكل العمر
وحتى بعد العمر

ودى المشكلة
لان فكرتك النهاردة غير فكرتك بكره
واللى انت شايفه النهاردة كويس بكره هتشوفه وحش
واللى انت عايز تفضفض بيه دلوقتى , يمكن بعد شوية تندم عليه

والالعن من كده:
لما تفكر ان فى يوم من الايام حفيدك يقرأ شخبطتك دى

ياترى وجهة نظره عنك هتكون ايه؟
يا ترى هيشوفك ازاى؟
هيقدر يعرفك كويس ؟

هوه موضوع صعب
خاصة لما تبقى شخبطتك دى مش مجرد شخبطة
دى صورتك اللى الناس هتشوفك فيها


بس الجميل ان يبقى ليك صوت
يبقى ليك رأى

لما يبقى ليك فى كل موضوع حضور
ما تبقاش مجرد مشاهد
وتبقى مشارك

حتى لو كان رأيك مش هيشوفه غيرك انت بس

كفاية ان يبقى ليك رأى